أحببت اليوم أن أناقش عادة اجتماعية يتميز بها العراقيين دوناً عن بقية الشعوب , وهي عادة (( دفع الفاتورة )) أو (( دفع الحساب)) لصديق أو لقريب أو حتى لصديق الصديق أو قريب الصديق !!.
سمعت (ولم أرى !) إن ثلاثة أصدقاء كانوا قد تعاقبوا على دخول احد مطاعم بغداد ... ولدى قيام أحدهم بالإيماء إلى صديقيه بأنه دفع حسابه انتفض احدهما وحلف بأغلظ الأيمان بأنه هو من سيدفع الحساب , فبادر الثالث إلى وضع المبلغ على طاولة الحساب قائلاً (لا أنت ولا أنت تدفع ... آني راح ادفع ) وكي لا أطيل فان الموضوع انتهى (( بلكمات)) أخوية تبادلها الأصدقاء الثلاثة .
هناك من يؤيد هذه العادة باعتبارها دليل الكرم والسخاء الذي يتمتع به الفرد العراقي , وكونها تزيد من الترابط الاجتماعي بين الأفراد وهذه وجهة نظر منطقية طبعاً .
وهناك من يجد في هذه العادة تقليداً بدائياً يبتعد عن كل المعايير الاقتصادية للفرد وعدم مراعاة للإمكانيات المالية للأشخاص وإنها عادة غير موجودة لدى المجتمعات المتقدمة اقتصادياً .
والبعض يجد إن دفع الحساب على الطريقة (( المصلاوية )) هو حل يرضي جميع الأطراف باعتبار (( كلمن قهوتو من كيسو ))
فلكل رأي مبرراته ودوافعه التي تعتبر منطقية نوعاً ما .
مع الإشارة انه من مقومات هذه العادة أن يرد الشخص بالمثل في اقرب فرصة ممكنة وبدون تردد . وقد يتعرض من يتجاهل ذلك إلى نقد لاذع واحتقار من الطرف الأخر .
واعرف مجموعة من الأصدقاء المتحضرين (المنحدرين من أصول ريفية) واعني بذلك إنهم يجمعون بين العادات الريفية والحضرية ... وهؤلاء الأصدقاء اتفقوا على أن يتحمل كل واحد منهم نفقات ما يأكله أو يشربه أو يشتريه ... ويعملون على نقل هذه العادة إلى أصدقائهم ومعارفهم رغم نضرات الاستغراب التي يتعرضون لها من المحيطين .
ولا اعرف ماهو رأيكم انتم لذلك اترك لكم التعليق .
الحقوقي
ذوالفقار عبد الهادي
22/1/2012