::::تنويه ::::

تعليقك على الموضوع المنشور في هذه المدونة يهمني بقدر قرائتك له , لانني مؤمن بان تعليقك سيوضح لي السلبيات لاتجنبها والايجابيات لاعززها .

فشكراً لك لتركك تعليقاً

الاثنين، 22 يوليو 2013

** (( يتيمة الدكتور احمد الوائلي )) **

في يوم حزين فجع فيه العراقيين بوفاة عميد المنبر الحسيني الدكتور احمد الوائلي 
في يوم غرقت مدينة النجف بمئات الالاف من المشيعين لجثمانه الطاهر فراحت سيارة الاسعاف التي تحمل نعشه وكأنها تطوف في بحر من المحبين الذين تزاحمو لحمله .
للدرجة التي انفصلت فيها الابواب الخلفية للسيارة بسبب التدافع والتزاحم عليها .
ليرفع بعدها ذلك النعش بعد اخراجه منها وصار يشبه سفينة تتقاذفها امواج الايادي التي حملته على اطراف الاصابع .
وكان الشيء أو الشعور الملفت انه رحمه الله توفي بعد سقوط نظام الطاغية صدام الذي ابعده عن العراق بفترة قصيرة وكأن الله اراد له ان يعود الى العراق بعد عقود من الغربة بعيداً عن بلده

وفي ذلك الموقف استحضرني مطلع قصيدة من بيت واحد ودعوت الله ان يلهمني لاتمها خمسة وعشرون بيتاً ... وسبحان الله الذي استجاب لي واتممتها بهذا العدد من الابيات في المسافة التي بدأت من مدينة النجف وفي طريق العودة الى مدينتي الديوانية .
مضى اليوم على كتابة هذه القصيدة اكثر من عشر سنوات واحببت ان اشاركها في مدونتي بعد ان لمست الاستذكار الخجول لذكرى وفات هذا العلم الذي ربى المسلمين على مدى عشرات السنين على الوسطية وذكر فضائل اهل اهل البيت بشكل شهد له القاصي والداني . 
وقد اسميتها (( يتيمة الدكتور احمد الوائلي )) لانها القصيدة العمودية الاولى والاخيرة التي كتبتها في حياتي . وقد لاتكون بالمستوى الذي ترتقي فيه للقصيدة التي ينظمها اي شاعر متمكن وقد تحتوي على اخطاء لغوية ونظمية ولكن هذا ماستطاع جهدي ومعرفيتي البدائية بكتابة القصيدة .




                             (( فقد الخطيب ))

اراد الــظــالم ان تطيع لأمره          فانــجـــاك الله مــن نـــارغــــدره
فجار علـــيك الــــدهر بغربة          وجــار عـلـيك لـــيل طويل بسهره
يامن تنازعت الايام احــشائه          وأبــاح دمــع الحزن مكــنون سره 
غريباً عشت مشتــــــاقـاً ولم          تدري ان عـــلــيــاً ارادك بـجواره
أيا من سمعت زيـــنب نحيبه           واطرقـــت فـــاطــم لعــظيم دوره
والله مازال عنا ظــــــلم لولا          ان الحــســــين اراد لك شم عطره
دعاك اليوم النــــبي مـحـــمد          وعلـــيــك كــل محب لاطم لصدره
أحمد نـــعم الاسـم إسمه , بك          ضــرب الله للصابـرين مثلاً لوعده
حبيبي قلبي جريــــح لفــقدك           يامـن تـــذوب الـــروح لــفـــقـــده
تركتني بارض الجـــور تائهاً          فهل يجمعني الله بك في يوم حشره؟
أيا أحمد العمر بــعدك ضائعاً          لافرق بيـــن مـــاضيـــه وحاضره
ألا لو خيرت فديـــتك بعمري         وقلبي لو طلبت عـــجـــلــت بنحره
يامن أذل الـكــــفر وعــرشه          ورفعت شأن الـدين من على منبره
كان لكل علة كــــلامك شافياً         وكل حــديــث لـــك يــــفوح بعطره
آن للمهدي الـــيوم الــــظهور        وآن للواعد أن يـــوفـــي بـــوعـــده
عجبت لنــــعش مــــن خشب        بالأصابـــع يــرفـــع عجبت لأمره
وعجباً لمن لاذ بجـــحر كلب        وقد ملك ارض الـــعـــراق بكـــفره
الـــى الله اشـكــــو فــقـــــدي        خطــــيــباً مــل الــصبر من صبره
وإلى عــليّ عــرضـت امري        اترضى من حبـيـبي يلقاني بهجره؟
ويا ام الحــــسين اشهدي بأن         قــلــبي جـريـــح لأفـــول نــــوره
ويا سبــطيـــن بالله ناشدتكما         كــــونـــا له انــساً في وحشة قبره
فهذا الذي انـار المنابر بعلمه         وذكــر بالــطــف طــوال عـمــره
وهذا فقيد الـــــدين الذي بكى         نـــحــر الــحسيـــن ومــصاب آله
الوائلي الـــذي قـــــــيل بحقه         مكــاتـــب الاسـلام تجول بصدره
فارفع يـــديـــــــك الله بفاتحة         ودعـــاء الـــيه مــن الـقلب بلقاءه


الحقوقي 
ذوالفقار عبد الهادي 
22/7/2013

الأربعاء، 24 أبريل 2013

**(( ابن الريف .. يحدد من يحكم ويقود المدينة ))**

بعد ان مرت انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق في 20/4/2013 
وبعد ان قال من قال وعبر عن فكرته من عبر وانتقد من انتقد وأيد من أيد قبل واثناء وبعد الانتخابات .... اردت بهذه المدونة ان اعبر عن رأيي وتجربتي الميدانية في الاشراف على احد المراكز الانتخابية في احدى نواحي محافظة الديوانية .. بعيداً عن اي رأي سياسي او شخصي تجاه اي مرشح او كتلة او حزب ... فقط انقل لكم الانطباع الذي تركته لدي هذه التجربة من خلال ما عايشته وماتناقله زملائي واصدقائي الذين اشرفو على المراكز الانتخابية في عدد من الاقضية والنواحي والقرى .

عند السادسة صباحاً وصلت الى مركزي الذي اشرف عليه وكان كادر الاقتراع يضعون اللمسات الاخيرة استعداداً لافتتاح المركز في الساعة السابعة صباحاً 

فعلاً افتتح المركز وكان اوائل الناخبين ينتظرون عند باب المركز فدخلو بمجرد فتح ابوابه .. وماهي الا دقائق حتى بدأت حركة الناخبين تتزايد بشكل ملحوظ .

ولم تمر اكثر من ساعة ونصف الا وتحولت ساحات المركز ومحطات الاقتراع الى مايشبه التظاهرة فابناء الريف وابناء مركز الناحية يتوافدون بشكل مثير للاعجاب 

وعندما تنظر الى الطريق الواصل بين الطريق العام وبين مركز الاقتراع (عبارة عن مدرسة ابتدائية من الكرفانات) تجده اشبه مايكون بسلسلة بشرية اصفها وكأنها طريق النمل المتصل .

من المعروف لدينا من خلال تجاربنا السابقة في العمل لدى مفوضية الانتخابات في مركز مدينة الديوانية ان ساعات الذروة تمتد بين الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً .. لكن ساعات الذروة في المنطقة الريفية التي انقل تجربتها امتدت من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً .

في حين ينقل لي ان مراكز الاقتراع في قضاء الديوانية كانت اغلبها خاوية من الناخبين الا لفترات محدودة جداً فابن المركز لم يجد انه من واجبه ان يساهم في هذه الانتخابات كما وجد ذلك ابن الريف !!

تجدنا نحن ابناء الحظر نتفلسف في تمدننا وكيف ان ابناء الريف و (المعدان) و (العرب) لايفقهون من مصلحة المدينة شيئاً واننا القوة الثقافية والمدنية في هذه المحافظة .. ولكن ثبت ان لابن الريف قوله في ذلك بل ان له فعله في دحظ نظرياتنا المثقفة .

قولوا انهم وزعت عليهم الاموال والبطانيات والوعود  .. قولوا انهم يخضعون لرأي شيخ عشيرتهم ولارأي لهم .. وان نساءهم لاخيار لهن .. صفوهم بماشئتم .

فاقول انهم اذكى الناخبين واحرص ابناء المحافظة , فلايعيب المرء ان يراعي مصالحه الشخصية والاجتماعية والمادية .. بل يعيبه ان يعرف مصالحه ولايسعى لتحقيقها .

احيي اولاءك الفقراء الجادين بطموحاتهم احييهم وقد بلت ملابسهم وكلحت وجوههم وتشققت ايدهم من الفقر وضنك الحياة وصعوبتها وسعوا وراء غايتهم في تحسينها .

فلافضل لنا ابناء مركز المحافظة في التفاخر بان الديوانية حلت ثالثة في نسبة المشاركة في الانتخابات .. فالفضل كل الفضل لابناء الاقضية والنواحي والرياف وحدهم في ذلك .
فلايرسم خارطة نتائج الانتخابات الاهم فالتغيير أوعدم التغيير بايدهم وحدهم وليس لنا الا الكلام والتنظير الذي لايتبعه فعل .

الحقوقي 
ذوالفقار عبد الهادي
24/4/2013

السبت، 9 فبراير 2013

ذكرياتي مع عبد الكريم قاسم

في ذكرى 8 شباط 1963 المشؤوم .

هذا التاريخ الذي لم يحضى بذلك الاهتمام الذي حضيت به العاصفة الثلجية التي ضربت نيويورك .
احببت ان استعيد ذكرياتي مع الزعيم عبد الكريم قاسم .

اذكر الزعيم عندما ناشدته اخته ان ينتبه لنفسه وان يبادر لزواج لان العمر سيأخذ منه مأخذه فاجابها مبتسما (انا متزوج فعلاً ... متزوج من العراق) .

 اذكره عندما كان يسر بسيارته قرب فندق الرشيد في الساعة الخامسة فجراً فاستوقفته فتاة صغيرة تبيع الصمون على العمال في هذه المنطقة فسألها عن والدها اين هو ؟ وكم دخلها ؟ فأجابته بأن والدها تم طرده من وظيفته في امانة بغداد بسبب مرضه بالسل , وان دخلها 4/1 دينار... فاستخرج محفظته وتقاسم معها مايملك من نقود وطلب منها ان تعود الى بيتها وتأخذ معها بضاعتها لاهلها .

واتذكر الزعيم عندما الزعيم عندما اقبل عليه ذلك المتسول لدى خروجه من وزارة الدفاع في يوم استلام الزعيم لراتبه , فوضع يده على كتف المتسول وقال له (ليش ماتشتغل) ومد يده في جيبه مستخرجاً راتبه واعطاه له وطلب منه ان يشتري عدة لبيع الشاي امام مقر وزارة الدفاع .... ليصبح الزعيم في ما بعد زبونه الدائم .

واتذكر قاسم حين راسله والدي وهو لايزال في المرحلة المتوسطة واذا بالرد يأتي برسالة من الزعيم تحتوي صورته مكتوب بظهرها (الى ولدي عبد الهادي) .

وتذكرت الان اني يفصلني عن جمهورية الزعيم 25 عاماً .
ولكن هذه القصص وغيرها ما تناقله اهلي واجدادي الينا حتى تخيلنا اننا عشنا حقبته

الحقوقي 
ذوالفقار عبد الهادي 
10/2/2012